إلتقى المربي والمؤرخ اسكندرعمل يوم الثلاثاء 22 آذار 2016 بطلاب الحوادي عشر والثواني عشر في محاضرة عن يوم الأرض وذلك ضمن فعاليات آذار الثقافة في المدرسة .
تطرّق المحاضر في مستهلّ محاضرته الى الحديث عن الفترة الزمنية منذ سنة 1920 حيث كانت نسبة الأراضي بأيدي اليهود لا تزيد عن 3% وكيف تمّ حتى سنة 1948 الاستيلاء على جزء كبير من الأراضي فقد باع الاقطاعيون الأرض في حين أن نسبة الفلاحين الذين باعوا أرضهم لليهود فهي نسبة صغيرة 3% ، وتحدّث عن قيام السلطات الاسرائيلية بتبنّي قوانين عثمانية خدمة لمصلحتها كقانون "الارض التي لا يصلها صوت المؤذن تصادَر" وقانون الطابو العثماني الذي يقول " صاحب الأرض من يعمل بها " وسنّت قوانين سنة 1949 لمصادرة الأراضي مثل قانون الأراضي الصخرية وغيرها .
تحدّث باختصار أيضا عن فترة الحكم العسكري ( 1948- 1966 ) وظروفه القاسية فمثلا كان على الشخص أن يحصل على تصريح من الحاكم العسكري كي يتنقل من منطقة الى اخرى في البلاد ، وكان يُسجَن كلّ من يصرّح أنه فلسطيني، لينتقل الى الحديث عن المواجهات بين الجماهير العربية والسلطات في مظاهرة يوم الأرض في 30.3.1976 وعن سقوط الشهداء الستة الى جانب مئات الجرحى والأعداد الكبيرة التي اعتقلت فقد استشرست السلطة في تعاملها مع العرب وكأنها في حرب جديدة . وربما تعود اسباب ذلك الى حرب 1973 ، والتي فيها تكبّدت اسرائيل خسائر كبيرة بينما أعطت هذه الحرب دافعا للجماهير العربية أن تنتفض وهنا أشاد المحاضر الى أهمية دور الحزب الشيوعي في مواجهة الاحتلال برئاسة المناضل توفيق زياد ، وأن يوم الأرض يعتبر نقطة تحوّل في تاريخ الجماهير الفلسطينية والتي اعترفت به السلطة .
وفي محاولة منه لحثّ طلابنا على التفكير بوضعنا كعرب في البلاد قام محاضرنا بدعم كلامه بأمثلة عن مدينتهم حيفا والتي كان عدد سكانها العرب سنة 1948 هو 70 ألف نسمة وبقي منهم ثلاثة آلاف فقط بعد الاحتلال، وأما اليوم فعددهم تقريبا 30 ألفا من أصل 300 ألف عدد كل سكان حيفا ، أي أنهم يشكـّلون نسبة 10% من سكان المدينة ، وتطرّق أيضا لمشكلة السكن في المدينة وسياسة التمييز فقد مُنع العرب من استئجار دور للسكن في منطقة الكرمل الأعلى الى فترة ليست بعيدة ، ومن هنا وبطريقة غير مباشرة نادى طلابنا بأهمية الشعور بالانتماء الى الشعب العربي الفلسطيني وتنمية الحسّ القومي الوطني مذكّرا بدور القيادات الشابّة أمثال عصام وأمير مخول وجعفر فرح وغيرهم .