وكأن الأيام مياه نهرٍ تدفّق، ليصل إلى نهاية محتومة، فينتهي عامٌ دراسيّ، ليبدأ عامٌ دراسيّ جديد، وتذوب مياه النهر في مياه بحرٍ أو محيطٍ، فيغدو العذبَ مالحًا كما اللحظاتِ التي تؤخذُ من عمرِنا.
وبرغمِ الشّجنِ الذي يحيط بكل انتهاء، فإن هناك تفاؤلًا أكيدًا وإن كان خفيًّا، ومبرِّر هذا التفاؤل أنّ كلّ نهاية تعني بداية ما. فمياه الأنهار التي تنتهي بالبحار تكمل دورة لتبدأ دورة جديدة في تكامل النظام البيئي.
ايام الاسبوع الأخير من مخيمنا شملت مسابقة للمواهب، فيها ابرز كلّ من شاء من طلابنا موهبته الابداعية ، من غناء ورقص ورياضةورسم والقاء شعري وغيرها. كما وعمل طلاب المدرسة على ابقاء تذكار فنّي شخصي من أجمل أيامهم بالمخيم على صورة رسم على البلوزات او تزيين صحون، معبرين عن مشاعرهم تجاه بعضهم ومبرزين شدّة انتمائهم للمدرسة. وأخيرًا، لنصل الى اليوم الأخير وليكون ذروة الفرح بهذا المخيم، فلعب الجميع بالألعاب المنفوخة الممزوجة بألعاب مائية، على انغام الأغاني والصيحات الخاصّة بكل فرقة لرفع معنوياتهم واحياء روح الانتماء أكثر فأكثر.
بدأنا قبل واحدٍ وعشرين يومًا مسيرة فرح ومحبة مع طلابنا الغاليين، بمشروع قيّم وهادف الا وهو المدرسة الصيفيّة، واتّبعنا نهج التّعلم بالطرق البديلة الخلاقة والابداعية، لنبحر بعالم البحث والتّحدي، ولنستكشف ما بعد حدود السماء، ولنلعب بروح المرح وهدف المتعة، فنتعلم ونذوّت موضوعات ومضامين شتّى لنُغْني ونُثْري معلوماتنا.
لكل بداية نهاية، وما أجمل نهاية مخيّمنا ، فقد بشّرت لنا صعوبة هذه النهاية بوجود بيتٍ حقيقي اسمه المدرسة الايطالية تراسنطا ننتمي اليه، لنا موعد للرجوع الى باحاته والى مقاعده الدراسية قريبا , فلنا لقاء بتاريخ 1.9.2021 بعون الرّب.