انتظر طلاب الصفوف الرابع، الخامس والسادس يوم الجمعة 15 تشرين الثاني موعد افتتاح مسيرة الكتاب لهذه السنة بلهفة وشوق وترقّب، فالكاتبة الضيفة رغم كونها تسكن في أمريكا إلا أنها تكتب بالعربية إلى جانب الانجليزية.
مـا سرّ طلب أمينة المكتبة التحضير عن شخصية ڤـيرا تماري وتمام الأكحل، ولماذا من المهمّ أن نعرف قليلا عن قرية سِنجِل؟
منذ لحظات اللقاء الأولى، انكشف لصغارنا أنهم يلتقون بشخصية مغايرة فريدة من نوعها، الكاتبة ابتسام بركات حاولت من خلال بعض الطلبات الصغيرة كأن يُحيّي كل طالب زميله الذي يجلس إلى جانبه كي يخرجوا من روتينهم استعدادًا للإبحار معها إلى عالم القصص وتحديدا عالم قصصها المفعم بالخيال، الحبّ الغريب للّغة العربية وحروفها، وإلى عوالم أناس لهم بصمتهم في حضارتنا وإرثنا الفنّي مثل ڤـيرا تماري وتمام الأكحل.
تنقّلت بينهم بخفّة لتسمع أي كلمة باللغة العربية يحبّون ولتستمع لكثيرين ولكلماتهم التي ردّدتها وأعجبت بها وهم يتابعون تنقّلها، معتمدة على حبّهم لهذه الكلمات لتنطلق إلى أجواء القصص.
لطلاب الروابع سردت قصة "الفتاة الليلكيّة" وهي قصة رحلة الفنانة تمام الأكحل وبيتها في يافا الذي شُـرّدت منه، طلبت من الطلاب أن يشكّلوا بالمعجونة أمرا لفت انتباههم وأعجبهم في القصة فأبدعوا، منهم من اهتمّ برأس الفتاة وشعرها، منهم من اهتم برسم بيتها وآخرون بتجسيد الفتاة تمام الأكحل، هناك من أعدّ الخشبة التي يضع عليها الفنان ألوانه والريشة وغير ذلك. حلّـقوا إلى عالم تمام الأكحل وتماهوا مع شخصيتها وحزنها حتى أن أحدهم وضع دمعة خضراء تحت عينه.
ولطلّاب الخامس والسادس تمّ سرد قصة "الجرّة التي صارت مجرّة" عن الفنانة ڤـيرا تماري مع تمثيل بعض مشاهد من القصة. سألت ماذا يمكن أن نضع في الجرّة، هل يمكن أن نضع الحزن والفرح والموسيقى إضافة إلى المؤونة التي كان أجدادنا يضعونها في الجـِرار؟؟ ومن هنا كان القسم الثاني من الفعالية، فطلبت أن يشكّل كل واحد جرّة ويضع فيها حلمه المستقبليّ أو أي شيء آخر.
أبدع أيضا طلاب الخامس والسادس بأشغالهم وجرارهم، الألوان التي استخدموها، والغريب أنه ما من أحد رفض العمل، كنت أنظر إليهم وكأني أرى مصنعًا بطاقم متكامل متجانس يجدّون ويعملون بكلّ فرح وينادون "ابتسام بركات... ابتسام بركات" ليطلعونها على ما صنعوا بينما كانت هي تتنقّل وتشارك الطلاب الحديث وتساعدهم في لمسة هنا أوهناك أضافتها إلى عملهم.
إحدى الطالبات أدهشتنا إذ أعدّت سمّاعة الطبيب وقالت حلمي أن أصبح طبيبة. لها ولغيرها من طلابنا نتمنى مستقبلا حرًّا جميلا فيه يحقّقون أحلامهم التي وضعوها في الجـرار ووعدوا أن يرعوا وينمّوا هذه الأحلام.
شكرا لكلّ من لبّى النداء من الأهل أصدقاء الصفوف، ساعد وساهم في إنجاح الفعاليات على أكمل وجه، وهنا أيضا لا يسعنا سوى أن نرفع أجزل آيات الشكر للكاتبة الملهمة والمبدعة ابتسام بركات على ما قدّمته لصغارنا وطلابنا من عطاء منقطع النظير بكلّ حبّ وما وهبته لهم من لحظات فـرح وأمل ستبقى دائما في مخيّلاتهم.