هذه ليست المرة الأولى التي تتصدر فيها المدرسة الإيطالية بطاقمها وطلابها المراتب الأولى في أطر شتّى تعدّدت واختلفت وكان التميّز القاسم المشترك بينها جميعا، إلا أنّ لكل نجاح نكهة خاصة تذكرنا بالنجاح الماضي وتمتعنا بنجاح الحاضر وتشوّقنا للنجاحات المستقبلية القادمة.
هي قصة نجاح لشخصين شكّلا معا طاقما لا تسهل منافسته بتاتا، المربية المتفانية المعطاءة دون حدود معلمة البيولوجيا لانا شقير والطالب المتعطش للعلم والتعلّم والطموح دوما خليل عيد، فقد جمعتهما الرغبة في خوض تجربة أولمبيادة البيولوجيا التي تُجرى سنويا على صعيد قطري، بحيث تعدّى عدد المشاركين في المرحلة الأولى من هذا العام ال 3200 طالب من مختلف أنحاء البلاد، وقد نجح خليل باجتياز امتحان المواد النظرية في المرحلة الأولى ليكون واحدا من 130 طالبا انتقل للمرحلة الثانية.
في هذه المرحلة كان على المشاركين اجتياز امتحان يتناول مقالة علمية بمستوى أكاديمي عالٍ، وقد أظهر خليل إلمامًا واسعا بالمقالة، ممّا أهّله للانتقال إلى المرحلة الثالثة مع 18 مشاركا آخرًا.
توجّب على جميع المتأهلين في المرحلة الثالثة عرض الأبحاث التي قاموا بها أمام لجنة مكوّنة من شخصيات بارزة في مجال العلوم والبيولوجيا، وقد تميّز خليل بطريقة عرضه وطرحه للبحث الذي عمل عليه على مدار الأشهر الماضية بمرافقة ومساندة وتوجيه المربية لانا شقير.
لم تفاجأ إدارة المدرسة حين زُفَّ لها خبر تأهُّل خليل للمرحلة الرابعة والنهائية -مع خمسة متنافسين آخرين -والتي أقيمت اليوم 02.03.2021 بأجواء مثيرة وشيّقة بجامعة بار إيلان بحضور نخبة من روّاد مجال العلوم.
لم تكن المتطلبات في المرحلة النهائية سهلة بتاتا، بحيث طُلب من المشاركين ربط مقالة علمية مع البحث الذي أجروه وعرض ما توصلوا إليه، كما وطرحت لجنة التحكيم أسئلة وجيهة ومفاجِئة على المرشحين للمراكز الأولى.
حصد خليل ومعلمته الفاضلة لانا المركز الثاني على الصعيد القطري، بفارق بسيط عن المركز الأول، إلا أنّ فخر عائلة المدرسة الإيطالية غير منوط فقط بالحصول على هذه المرتبة المشرّفة، وإنما بالعمل الدؤوب والتفاني والمهنية العالية التي أبدتها المعلمة لانا شقير، وبسيرورة البحث التي كشفت النقاب عن شخصية وقدرات خليل الباحث المستقبلي اللامع والذي أسر الحضور ولجنة التحكيم بمستواه العلمي المرموق.
من الجدير بالذكر أن هذا الإنجاز ليس الأول من نوعه، فقد حصدت المدرسة الإيطالية المراكز الأولى في أولمبيادة البيولوجيا في سنوات سابقة، كما أن المعلمة لانا شقير تحصل سنويا على شهادة تميّز من قبل وزارة التربية والتعليم على التحصيل الرفيع لطلاب فرع البيولوجيا.
هنيئا لنا بكما، وهنيئا لكما بما أنجزتما.