طلّاب، أهل، معلمون، خرّيجون وضيوف .. غصّت بهم قاعة المدرسة الإيطالية - تيراسنطا عصر الجمعة 24/2/2017 جاءوا جميعا ليؤكدوا ويشدّوا على أيدي طلابنا وليرفعوا الصوت عاليا معهم، فالمستقبل بأيديهم ولا حدّ لطموحهم.
أمسية فريدة مميّزة بفحواها وتنسيقها،افتتحها البروفيسور يوسف جبارين مساعد رئيس التخنيون ومحاضر في كلية الهندسة المعمارية وتخطيط المدن في التخنيون ، حيث تحدث عن حقائق من الواقع الذي يلمسه ضمن عمله ، عن المشاكل والتخبّطات التي تواجه طلابنا المتقدمين للدراسة في التخنيون خاصة، عن التسهيلات والمستحقات التي يسعى لتوفيرها وتأمينها لطلاب مجتمعنا وعن الأبحاث التي يقومون بها دائما بهدف تحسين أوضاع طلابنا. وفي كلمته أشار أيضا الى الإقبال الجيد والمشرّف والمتزايد من قبل طلاب الوسط العربي المتقدمين للالتحاق والدراسة بمعهد التخنيون.
هذا في حين ارتأى البروفيسور رياض اغبارية، الحائز على دكتوراة في علم الادوية وعميد سابق لكلية الصيدلة في جامعة بئر السبع، ومؤسس ومدير عام مركز "أكاديميا" للامتحانات الطبية والتوجيه للتعليم العالي، أن يتحدّث عن سيرته الذاتية مستعرضًا بعض أحداث الطفولة ومغامراته الملآى بمحاولات الاستكشاف وقصص ونهفات مختبره الخاص الذي أقامه في البيت، متطرقا لمرحلة الثانوية والعوائق التي حالت دون حصوله على شهادة الثانوية مما أدى الى عزوفه عن الدراسة والتحاقه بالعمل ، الى أن كان اليوم الذي فيه أزمع على العودة الى الدراسة وصراعه من أجل تحقيق ذاته ووصوله الى أعلى المراتب العلمية والعملية.
سيرة جمعت بين التفاؤل واليأس حينا، بين الضحك أحيانا كثيرة وحدّ البكاء أحيانا أخرى جاء بها البروفيسور اغبارية ليكون لها بالغ الأثر في نفوس كل الحاضرين الذين ما ملّوا لحظة من الحديث الذي أوشك أن يقارب محاضرة أكاديمية بطوله.
ما تذمّر الحضور والتزم الجميع أماكنهم ليستمعوا الى قصص نجاح لكلّ من الصحفية والاعلامية ومؤسسة موقع بكرا السيدة غادة زعبي ، وكلمة اخرى وقصة نجاح لمدقق الحسابات السيد سامي سعدي المؤسس الشريك في مؤسسة " تسوفن" لبناء الهايتك في المجتمع العربي والعوائق الكثيرة التي واجهت الشركة الى أن وصلت الى ما وصلت اليه من انجازات ونجاحات. ونهاية القسم الثاني من الأمسية كان هناك كلمة للأخصائي النفسي التربوي الاكلينيكي السيد خليل سبيت مدير مركز التحليل النفسي " هانز الصغير " للاستشارة، حيث تحدث عن تأثير البيئة والعائلة التي تربى بها على تربيته وثقافته وطموحه.
أما القسم الأخير من الأمسية " منصّات عن قرب"،فكان عبارة عن محطات قاربت الأربعين محطة وشملت مجالات دراسة وعمل مختلفة ومنوعة، تنقّل بينها الأهل والطلاب كل حسب قناعاته وحبّه للاستطلاع ،استفسروا وتبادلوا الحديث حول شروط القبول وما يتعلق بالدراسة وما يتعلق بإمكانيات العمل في مرحلة بعد الدراسة.
هنا تجدر الاشارة الى أن أغلبية المشاركين في المنصات هم خرّيجو المدرسة وقد قدموا استشاراتهم بدافع العطاء والمحبة لزملائهم أبناء الصرح التربوي الواحد.
ما بين لهفة وشوق للّقاء... بسمة تعلو الوجوه تتوق للعطاء .. أسئلة تزيل بعض الشكوك وأجوبة تعزّز وتحلّق في أفق الطموح، انتهى لقاء الأجيال في أمسية توجيه مهنيّ منقطعة النظير.