التامورا المدينة الايطالية تستقبل طلاب الكرمليت
ستة عشر طالباً من طلاب الحادي عشر برفقة الاخت ماريا استر بشارات وماريانا شاعر تجمعوا صباح يوم السبت 12 تشرين اول 2013 امام الكرمليت بانتظار الباص الذي سيقلـّهم الى المطار...
الفرح، الانفعال والتشوق ميـّز الطلاب والقلق والخوف الممزوجان بالفرحة رسمت وجوه الاهالي المرافقين لابنائهم.
وصلنا المطار واقلعت طائرتنا الى روما المدينة الخالدة والابدية... لننطلق من هنالك بطائرة اخرى الى "باري".
وصلت طائرتنا الى مدينة باري الساعة العاشرة والنصف مساء... بعد يوم طويل أثقله الانفعال وايضا القلق من الخبرة الجديدة التي كنـّا على وشك أن نخوضها .
كان في استقبالنا هناك الطلاب واهاليهم المستضيفين بالاضافة الى المربيات في المدرسة الثانوية العلمية واللغوية لفديريك الثاني من سفيفيا ،المسؤولات عن مشروع تبادل الطلبة ... اعاد الاستقبال النشاط للجميع وغيـّر رغباتهم من لقاء السرير الى الاشتراك في سهرة وعشاء الاهلا وسهلا...
يوم الاحد، كان يوماً مخصّصاً للعائلة للتعرف عليها وقضاء الوقت برفقتها ولكن هذا لم يحول دون لقاء الجميع في زقاق المدينة "ألتامورا" ، لقاء طلابنا ومستضيفهم ليقضوا بعض الساعات معا، الامر الذي سهّل قليلا صعوبة ايجاد الكلمات المناسبة في ساعات اللقاء الاول.
صباح الاثنين، كان لنا اللقاء الرسمي في المدرسة بحضور المديرة ، بعض المعلمين والطلاب المشاركين في المشروع الذي حمل عنوان " lets eat"، فالطعام هو عالم واسع من خلاله نصل للعادات والتقاليد، لثقافة الآخر وقلبه ايضا.
كان برنامج الاسبوع شائقاً ومليئاً بالفعاليات حتى أننا في لحظات رغبنا بالوقوف والراحة... اصدقاؤنا الايطاليون رغبوا ان يشاركونا كنوز بلادهم وجمالها، وغناء تاريخهم وثقافتهم مما زادنا حبا بذلك البلد وغيرة بأن نتعرف اكثر نحن ايضا على تاريخنا وعاداتنا و"نُغرم" بها لنشاركهم بها متى حلـّوا علينا ضيوفا.
زرنا مدينة "باري Bari " ، ماتيرا الصخرية Matera ، (حيث صور فيلم الآم المسيح لميل جبسون) وهو مكان رائع ومميز. زرنا وتجولنا في قصور وقلعات عديدة، وطرنا في هواء المدينة البحرية الهائجة تارنتو Taranto وفي غروتالييه Grottaglie القرية المشهورة بالفخار والتحف الفنية الراقية.
سهرتنا المميزة كانت ليلة الاربعاء حيث انهمكنا جميعا بتحضير الاكلات العربية وأصدقاؤنا الاطعمة الايطالية
أعددنا ورق العنب وكوارات الكبة، الفلافل والمناقيش ،الحلو العربي والمكسّرات التي ملأت الطاولة بألوانها الخلابة . فاحت روائح الاطعمة العربية وكانت الايدي تتسابق لتقود الى الفم ما حلا لها وما راق للعين... لم يسعف الوقت ولا المكان اصدقاءَنا ليشاركونا الاطعمة الايطالية التي حضّروها. أضفى الرقص العربي والأجنبي طابع المحبة والأخوة الواضحة التي رسمت على وجوه الجميع.
صباح السبت باكرا دموع الوداع ووعد اللقاء في حيفا قد ملأا مطار باري الصغير وعجّ بصياح الفرح والحيوية.
يوم السبت قضيناه في احضان المدينة الخالدة روما نتجول في معالمها الرائعة والتاريخية والفنية وكنائسها الخلابة التي تعبر عن عظمة الله وقدرته ومواهب الانسان وإبداعاته، وبالرغم من ان عيوننا اثقلها النعاس فقد ايقظتها روائع البلاد وفنها الخلاب.
سنعود يوما اليك يا روما ويا ايطاليا ....
شكر خاص لمدرستنا بادارتها ومعلميها لانهم سنحوا لنا الفرصة منذ سنوات بالمشاركة بهذه الخبرات التي تترك أثرا في حياتنا ونخص بالشكر لمن رافقنا وتعب معنا ... راهباتنا العزيزات.
واخيرا لا نستطيع ان ننسى شكر من استقبلنا وفتح لنا بيوته واعتبرنا من ابنائه واغدق علينا هداياه. نشكر العائلات واخوتنا واصدقاءَنا ونقول لهم : " انكم حقا طيبون مثل الخبز الذي تشتهر مدينتكم بصنعه وننتظركم في بلادنا لنردّ لكم ضيافتكم الكريمة".